ستغادر

ستغادر....يا لها من كلمة ترعب قلبى و فكرة تشل عقلى....كلمة لا احب ان اسمعها و لا ان اقولها او حتى اتذكرها...ماذا اخشى؟؟...اخشى ظنونى...اخشى جنونى ....اخشى دمع سيحرق عيونى...اخشى ان اراها تحضر حقيبة السفر فما بالك بأن اراها تسافر

ستغادر....اخذة معها حياتى...تاركة لى فى قلبى فجوة عندما يمر فيها الهواء سيحدث صفيرا يصم اذانى...احتاج ان اقول لها كليماتى و اصور لها مأساتى....ولكن دون ان ازيد قلبها الحزين حزنا...اريد ان ابكى و اصرخ و اقول لها لا تغادرى و لكنى افضل عن هذا كله التألم صمتا

من سيبقى لى بعدها؟؟....اصدقائى القدماء؟....لقد كانوا دوما هناك قبلها و معها لكن لم يملئوا يوما فراغ ايامى

من ستترك لى بعدها؟؟..اصدقائى الجدد؟....سيكون شبحها دائما يقف بينى و بينهم...سأقارنهم بها فيسقطون امامى..فهى لا مثيل لها

تمر الايام و يقترب الميعاد....تنسحب روحى من جسدى ...يغزوا البرد كيانى...تجف الكلمات على لسانى...يبدأ الظلام بالانتشار ببطئ ليغطى اجوائى و كأنها سحابة تتسلل لتسد عين الشمس عن سمائى... كل هذا يحدث و هى بجنبى و امام عيونى و لا اقوى ان اتفوه بكلمة او حتى ان اظهر عذابى...خوفا عليها من حزن يعتصرها و لا تريد ان تظهره امامى...لا تقوى ان تحددهى متى تسافرو تطلب منى انا ان احدد اليوم والساعة...كيف؟!كيف لى ان احدد موعد انطفاء انوار حياتى وان طاوعنى عقلى اسيجيبنى قلبى بالطاعة؟

اجلس احيانا وحدى اتسائل...هل سأنتهى بعدها؟ لا بل سأستمر....هل سأبدأ بعدها؟ سأبدأ من الصفر...هل سأنسى؟لا لن انسى...هل سأموت ؟لا بل سأحيا...سأحيا لاتعذب بضريبة الحياة القاسية...هل حقا ستغادر؟لابل هى للابد ستبقى

TO ABEER