Tuesday, January 30, 2007

الملاك الذى جرح روحى

منذ ان رئيتها تدخل من الباب لاحظت ذلك السكون الغير عادى لطفلة فى مثل سنها تدخل عيادة طبيب الاسنان...لاحظت تلك الابتسامة الساحرة التى لم اراها منذ زمن على وجه طفل...تلك الابتسامة التى تخفى خلفها الخوف و الترقب و حب الاستطلاع...جلست امامى على كرسى الاسنان و بدأت كعادتى اتحدث معها من خلف قناعى الواقى الموضوع على انفى و فمى اطمأنها و اسئلها عن ما يؤلمها...و اذ بمن ترافقها تقول لى انها لا تسمع و لا تتكلم...كان وقع هتان الكليمتان على قوى...شعرت و كأن هناك من صفعنى على وجههى ...احتجت الى ثوانى لاستجمع نفسى ...ثم نحيت قناعى عن وجههى لاظهر لها ابتسامة لعلها تطمأن...بدأت اكشف عليها ...اكتشفت انها تحتاج ان تخلع احد دروسها ...اشتد بداخل صدرى الم شديد لم افهم مصدره حتى رأيت دموعها تسيل و انا اعطيها حقنة التخدير الموضعى...كان سبب هذا الالم هو قلبى الذى بدأيتمزق عرفت ذلك لان صوت تمزقه كان يكاد ان يسمعه كل من فى العيادة...نظرت الى هتين العينين الدامعتين التى تميل للخضار واشرت لها ان لا تبكى...فهزت رأسها موافقة و توقفت عن البكاء فورا!!..لم احتمل اكثر من ذلك فطلبت من مرافقتها ان تأخذها لتجلس فى الاستراحة قليلا حتى يبدأ تأثير المخدر الموضعى...و هرعت الى غرفة التعقييم ...بعيدا عن كل من بالعيادة...جلست القرفصاء و رئسى بين يدى...فلقد ثقلت من كثر ما فيها من افكار متزاحمة حتى ان عنقى لم تعد قادرة على حملها...كان شعور بالحزن يملئنى فأنا اعرف انها ان تألمت لن تستطيع ان تقول "اه"كباقى الاطفال او تترجانى ان اتركها...لن تسمعنى حين اوجهها الى شيئا ما...لم اتمالك نفسى و اخذت ابكى بحرارة...كان هناك شعور غريب بالرضا و انا ابكى لانى فلولا انى بكيت وقتها لكانت الدموع قد احرقت عينى...ثم هدأت و استعذت بالله من الشيطان فمهما يكن ما هى عليه هو امر الله...اخذت معى (بلونة)و دعوتها للدخول مرة اخرى ابتسمت لها و انا اعطيها البلونة و اشرت لها انها جميلة...فأبتسمت...جلست على الكرسى و بدأت فى خلع درسها و اذ بها تقوم بحركة تنم على انها تتألم فأرتعدت يدى...و لكنى ثبت حتى خلعته....لم ادعها تغادر العيادة حتى رأيتها تبتسم مرة اخرى...و لكن ذلك لم يخفف من حدة الالم الذى شعرت به فى قلبى الذى لن يزول الى فترة طويلة...لان تلك الطفلة الملائكية قد جرحت روحى و ليس قلبى فقط...و جرح الروح لا يلتأم بسهولة

لست شمس

وقفت تتأمل الافق الواسع المظلم تبحث عن نجمة مضيئة كتلك التى تمسكها فى يديها و تلك النجمات التى تجمعت حولها فى شكل دائرى لتجعلها تبدو كشمسا فى مجرة من النجوم....طال تأملها حتى لمحاتها...انها نجمة مضيئة اخرى ...تعجبت كثيرا انها تندنو منها ....تأتى مسرعة نحوها...فرحت كثيرا و اخذت تمد يديها لتمسكها و النجمة تراوغ...ظلت هكذا فترة طويلة حتى كادت ان تفلت النجمة القديمة التى كانت تقبض عليها فى يدها الاخرى...و بعد حين اعطتها تلك النجمة ظهرها و ابتعدت عنها....نادت عليها : الى اين ايتها النجمة المضيئة؟
التفتت لها النجمة قائلة : لقد اعتقد انك شمس تجمعت حولك النجوم ...ولكنك لم تكونى كذلك... لست شمس

مجرد طفلة

طفلة صغيرة ....شقية...بريئة
مغامرة...لا تخشى شيئا...مرحة...جريئة
تخاف الظلام..و تعشق الكلام
تحب الحياة...و تكره ما يحدث فيها ...وتمقت الملام
إن تقربت منها ...هربت منك
و إن تركتها ...ستحوم حولك...حتى تطمأن...ثم تأتى اليك
تحب الحرية...و تعشق الحدود
من السهل ان تمتلك قلبها بموقف شهم و كلاما ودوود
إن كذبت عليها مرة...فقد خسرت احترامها الوفير
وإن اعتذرت عن خطأ...وندمت...سامحتك دون تفكير
و كأى طفلة...تنجرح...تبكى
ثم تنهض...تنسى...تستعيد نشاطها و تنطلق تجرى
تعشق ان ترى الناس تضحك
و تضحكهم و إن كان قلبها فى الاحزان يغرق
يحزنها الغدر و يعزلها عن الناس
و يعيدها لهم كلمة من صديق وفى... صادق.... حساس
تهوى النجاح...ومن خوفها لتفشل لا تنام
لا تعرف الاعتراف بالضعف و الالم...و لا تخضع للاستسلام
ليست الافضل...ولكنها المحبوبة من الجميع
بدون من حولها...اهلها...اصدقائها.... تفقد هويتها تضيع
لا تحب ما يخيفها
و لا تخاف..... الا من ما يؤلمها و يجرحها
تحب العمل كثيرا و تهوى المرح اكثر
ولو احتجت اليها...ناديها...أعدك..لن تتأخر
انها طفلتى الصغيرة التى تعيش بداخلى و اعيش بداخلها
فبدونها ما كنت انا....كم احبها...وكم انا فخورة بها

اركب مكروباص

عايز تعرفنا ...احنا ...الشعب المصرى الجميل....اركب مكروباص
هتلائينى ...وتلائيك...وتلائى كل الناس
هتلائى الشاب القام للراجل العجوز...ومسك الباب للست الجنبيه
وتلائى الماسك المصحف بيقرا فيه
هتلائى الراجل الاعتبر نفسوا كبير القعدة...و قعد يوزع فى الركاب
و الست البتدعى للكل من غير حساب
هتلائى العامل البسيط البيتخانق مع السواق عشان معهوش بقيت الاجرى
مكسوف يقول فينزل واليجرى يجرى
والناس تتحايل عليه...والمكروباص ميرداش يطلع غير لما يرضى و يرجع
و راجل مش طايق نفسه من الغيظ حيولع
هتلائى الطالب البيذاكر عشان عنده امتحان...قاعد جنب الراجل السرحان
و واد على حجر امه بيعيط عشان جعان
وواد كله زى العسل فى اعدادى...عمال على اصحابه من الشباك ينادى
جنبه بنت روشة بتكلم فى المحمول دادى
وهتلائى....وهتلائى...بس المهم.... تشوف بعقلك...... تبص بأحساس
وبعد أذنك عشان الحقلى....مكروباااص

السفاح الطليق

انه قاتل ...حر....طليق....يقتل بلا رحمة ...بقوس و سهم
يتنقل خلسة...يقتل غدرا
حتى لو اقسمت انك محصن منه تماما و لا يستطيع ان يمسك
سيصل اليك...ويبكيك ذلا
ستخضع له على ركبتيك...ترجوه ان يرحمك حتى ولو بالموت لكنه يأبى
فان ما يقتله هو قلبك وحده...دون بقية الجسد
يتركك بفتات قلب ...بروح مكسورة...او بلا قلب لتتحول قاسيا مثله
تسألنى لما هو طليق؟
لان الناس تنكر وجوده دائما...حتى من اصيب منه يقول انه اسطورة
وللناس جميعا نفس الاعتقاد
ان القلب يستهدف دائما من الامام ...لكن الظهر يوصل للقلب ايضا
مللت الالغاز...اليس كذلك؟
تريد ان تعرف على من اتكلم؟!تريد ان تتأهب للسفاح؟
سفاح؟!...أي سفاح؟!..أنه اسطورة

سأكون دائما على الابواب

اسمع خطواته....انه يقترب من بابى
يحاول ان يدخل دون جدوى...فلقد اغلقت الباب من الداخل
يدق الباب بعنف...يكسره ليدخل
يقف امامى ...فاصرخ فيه........ هيا واجهنى كرجل القى بدروعك
كن شجاعا مرة فى حياتك و لا تختبئ خلف جروحى و الامى
لكنه كعادته.................. يشهر فى وجهى اسلحته ذاتها القديمة
يغرزها فى قلبى و يعتصره حتى يكاد ان ينفجر
لن استسلم هذة المرة ...فانا مللت الاستسلام لك ايها الاكتئاب
لم تعد اسلحتك تؤثر فى
فذكرياتى القديمه ما هى الا ذكريات لن تعود و ان عادت لاختلف الوضع
فانا الان اعرف كيف اتعامل معها
و مستقبلى الاسود ؟...كم انت كاذب فكيف لك ان تعرف ما سيحدث
فالمستقبل بيد الله...و انا لا ايأس من رحمته
رفع يده عنى و اتجه نحو الباب خارجا...لكنه بأبتسامة ساخرة التفت لى قائلا
انا راحل الان ...و لكنى سأكون دائما على الابواب